السبت، نوفمبر 7

معهد متداع إلى السقوط

معهد متداع إلى السقوط
أو
نموذج عما آلت إليه بعض مؤسّساتنا التربوية


أمام ما أصبح عليه معهد الامتياز بسيدي حسين –تونس 2، وبعد لفت نظر الدوائر الإدارية لذلك وبعد الاحتجاجات المتواصلة على صمت الإدارة وتساهلها للمخاطر المحدقة بالتلاميذ وبجميع العاملين في هذه المؤسسة التربوية، التي تمّ تشييدها سنة 1999 فقط، أمام كل ذلك لجأ الأساتذة لأكثر من مرّة إلى ترويج العرائض وإصدار اللوائح عبر هياكلهم الجهوية والمحلية، وآخرها العريضة التالية
العريضة:

نحن الممضين أسفله أساتذة معهد الامتياز بسيدي حسين وحرصا منا على سلامتنا وسلامة تلاميذنا من الخطر المحدق بنا جرّاء إمكانية تداعي الجناح المتكوّن من القاعات المخصّصة لمادتي الفيزياء والعلوم الطبيعية بالإضافة إلى المخابر وحجر الملابس و4 قاعات عادية، للسقوط.
نطالب سلطة الإشراف بالتدخّل السريع تجنّبا لي مكروه قد يصيبنا ونحمّلها المسؤولية الكاملة في ذلك.(71 إمضاء)


وعلى إثر ذلك ونظرا للتهديد بالإضراب، حضرت الإدارة الجهوية ولم يكلف مسؤولوها أنفسهم عناء الاجتماع بالأساتذة رغم حضور أعضاء من النقابة الأساسية والنقابة الجهوية ، وذلك تنصّلا منهم من مواجهة االمسؤولية على التراخي والإهمال .
وبطلب من الطرف النقابي، انعقدت جلسة عمل تمّ فيها الاتفاق على إعادة توزيع عدد من التلاميذ (السنوات الأولى)على مؤسّستين تربويتين قريبتين وغلق الجناح المتداعي للسقوط ،الأمر الذي فرض نقلة عدد من الأساتذة (قرابة 50 أستاذا) وخلق معها مشكل التكملة بين مؤسّستين ومشاكل الجداول والاكتظاظ وما قد يترتب عنهما من فوضى وتسيب.وقد تكفّلت النقابة الأساسية بمتابعة هذا الملف بالحرص على مصلحة المدرّسين و التلاميذ.

إنّ ملف معهد الامتياز يطرح عدّة أسئلة ومنها:


1. لماذا تأخّر التعامل مع وضعية هذا المعهد كل هذا الوقت ؟ فقد بدأ التنبيه إلى تصدّعه منذ أربع سنوات، كما تمّ غلق جناح الإدارة منذ سنتين وتعمقت الشقوق في الأسقف والجدران في الكثير من القاعات منذ أكثر من سنة ، وقد تردّدت على المعهد العديد من الفرق الفنية وأقرّت بالخطر بل واكتشفت خروقات خطيرة في البناءات،هل كانت وزارة الإشراف تنتظر كارثة للتحرّك لإنقاذ الموقف؟ومن المسؤول عن هذا التعطيل؟ ولماذا على الأقل لم يتمّ اتخاذ إجراء عاجل في الصائفة الفارطة والحال أن الأساتذة نبّهوا للأمر خلال السنة المنقضية؟ أم أنّ ما يسود هو عقلية " البيليك " ؟

2. هل أعدت الوزارة خارطة لمؤسّسات تربوية تعاني نفس وضعية معهد الامتياز؟ وكم معهد امتياز آخر في البلاد؟

3. لماذا تصمد مؤسّسات تربوية شيدت منذ أكثر من 5 أو 4 عقود وتتداعى وتتصدّع مؤسّسات أخرى لم يمض على تشييدها عقد أو حتى أقل؟ هل ستراجع وزارة التربية سياستها في هذا المجال؟






ليست هناك تعليقات: