الثلاثاء، ديسمبر 15

إضراب واعتصام إلى أواخر الليل من أجل المدرسة العمومية


كثيرا ما أكّدت النقابة العامّة للتعليم الثانوي ملاحظتها أنّ التعليم في تونس يسير منذ مدّة بسرعتين أو أكثر وأنّ تمييزا وحيفا حاصلا بحسب الجهات والأحياء والانتماءات الاجتماعية..

ومن الشواهد على ذلك ظروف العمل والدراسة المتردية التي يعاني منها الأساتذة والتلاميذ في الكثير من المؤسّسات التربوية..

ومن أمثلة ذلك معاناة أساتذة معهد العلا بالقيروان..حيث يعاني الجميع من تشتت المعهد وانقسامه إلى ثلاثة فروع وأشلاء يضطرّ المدرّسون إلى التنقّل إليها وفق جدول أوقات مختل وظروف تحكمها المفاجئات وأحداث تسطّرها الصدف. .فبعد قسمة المعهد إلى إعدادية ومعهد ثانوي أصبح الجزء المخصّص للمعهد غير كاف لاستيعاب العدد المتزايد للتلاميذ ولتطوّر عدد الأقسام بالرغم من الترقيعات المتكرّرة التي شوّهت معمار المؤسّسة المشوّه أصلا بالقسمة..علاوة على المحيط غير الآمن للمعهد مع انعدام الإنارة في الطريق إليه... وتنضاف إلى هذه المحن محنة انتصاب سوق أسبوعية أمام المعهد لتحوّل مدخله منفذا ضيقا يلاقي العاملون والتلاميذ العناء لاختراقه في اتجاه العمل و تتعالى بسببه الضوضاء والضخب ونداءات الباعة وأبواقهم فتشوّش الدروس وأذهان التلاميذ وتركيز المدرّسين !!!

ورغم المطالبة المتكرّرة لحل هذه الوضعية الغريبة، التي تعود بالتعليم إلى فترات الستينات، ورغم استخدام جميع القنوات الرسمية فوزارة الإشراف تصمّ الآذان وتتعامل مع الوضعية على أنّها قدر لا مفكّ منه وعلى الأساتذة القبول والرضا والتسليم..وهو النهج الذي رفضه المدرّسون بعد طول احتمال وقرّروا بإشراف نقابتهم الأساسية يوم 14 ديسمبر 2009 الدخول في إضراب احتجاجي فوري من الساعة الثانية بعد الزوال إلى الساعة الرابعة تلاه الدخول في اعتصام شارك فيه عدد كبير من المدرسين في باقي المؤسّسات التربوية بالعلا واستمرّ إلى حدود الساعة الثانية والنصف ليلا وواكبه الكاتب العام وأعضاء من النقابة الجهوية للتعليم الثانوي وعضوان من الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان وحضرت أثناءه الإدارة الجهوية وتمّ بعد طول تلكّؤ من الإدارة إمضاء اتفاق بين النقابة الجهوية والنقابة الأساسية من جهة والإدارة الجهوية من جهة أخرى نصّ على عقد جلستين: واحدة مع السلط الجهوية موضوعها المطالبة ببناء معهد جديد يستوعب العدد المتنامي للتلاميذ، والثانية في الإدارة الجهوية للمطالبة بتوفير ظروف للعمل أفضل خلال هذه السنة الدراسية في انتظار إنشاء مؤسسة تربوية جديدة...

وإلى حدّ كتابة هذه الأسطر تعلم النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالعلا أنها ستستأنف نضالها ضدّ أي محاولة للتراجع على ما تمّ الاتفاق حوله في اتجاه تحرّكات نضالية تصاعدية غير محدودة مسنودين بالنقابة الجهوية وكافة الهياكل الجهوية للتعليم الثانوي والاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان والنقابة العامة للتعليم الثانوي..

ليست هناك تعليقات: